غيّبها التاريخ وأنصفها ابن خلدون وغينيس.. فاطمة الفهرية رمز من رموز الثقافة والعلم في التاريخ الإسلامي..
غيّبها التاريخ وأنصفها ابن خلدون وغينيس.. فاطمة الفهرية رمز من رموز الثقافة والعلم في التاريخ الإسلامي..
غيّبها التاريخ وأنصفها ابن خلدون وغينيس.. فاطمة الفهرية رمز من رموز الثقافة والعلم في التاريخ الإسلامي..
تعتبر فاطمة بنت محمد الفهرية واحدةً من الشخصيات التاريخية المهمة التي أسهمت بشكل كبير في نشر العلم والثقافة في العالم الإسلامي. وُلِدَت في عام 800 ميلاديًا ولها دورٌ فعّال في إنشاء أحد أقدم المكتبات والجامعات في التاريخ البشري. فهي مثال مشرّف على القوة العقلية والإرادة الصلبة للمرأة في العصور القديمة.
قادت فاطمة الفهرية حياة مليئة بالمغامرات والتحديات. هاجرت من مسقط رأسها في القيروان، عاصمة إفريقية، إلى فاس، عاصمة الأدارسة في المغرب الأقصى، حيث بدأت تبني تراثٍ لا ينسى. وبصمتها المستدام، أسست مسجدًا يحوّل تدريجيًا إلى جامعة تُدَرِّسُ العلوم بمختلف تخصصاتها.
تميزت جامعة القرويين، كما أصبحت معروفةً، بأنها أول جامعة في التاريخ، وقد اعتبرت مصدرًا للمعرفة والتعليم. تم تأسيسها في القرن التاسع، وقد تم تنميتها وتطويرها خلال القرون التالية. إنها مكان تجمعت فيه مختلف فروع العلم والمعرفة، بدءًا من الفقه والأدب، وصولًا إلى الفلك والرياضيات.
فاطمة الفهرية لم تكن مجرد رائدة في بناء المسجد وتأسيس الجامعة، بل كانت رمزًا للعزيمة والتفاني. تجسيدًا لقيم الإسلام، عملت بجد وتفانٍ على تنمية المعرفة ونشرها. بدأت مهمتها منذ اللحظة التي قررت فيها إنشاء مكتبة داخل جامعة القرويين. كانت المكتبة تحتوي على آلاف المخطوطات التي تضم أقدم النصوص، بما في ذلك مخطوطات للقرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية.
لم تكن مساهمة فاطمة مقتصرةً على مجال العلم فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى توفير بيئة تعليمية مشجعة للطلاب والعلماء. تأسيسها لمكتبة وجامعة شجع الشباب على متابعة دروسهم وبحوثهم، مما أثرى المجتمع بالمزيد من المعرفة والتفكير.
في عصورنا الحديثة، تعتبر جامعة القرويين مكانًا للتاريخ والثقافة. تم ترميم المكتبة مؤخرًا وأعيد فتحها للجمهور، ما أكد على الأهم.
